السلام عليكم أيها الدكتور الفاضل أود ان أحييك في بدايه رسالتي وأشكرك على جميع جهودك المبذوله واتمنى لك التوفيق في الدنيا والآخره... آمين.
دكتور لدي بعض الأسئله التي تؤرقني وأتمنى أن أجد الجواب الشافي عندك.
’ أنا فتاه غير متزوجة عمري 26سنه وليس لدي وظيفه وقد تخرجت من الكليه بتقدير امتياز منذ ثلاث سنوات ودرست في معهد للحاسب الآلي لمده سنه وحصلت على الشهاده بتقدير امتياز أيضا
مشكلتي هي أني أخاف من الحصول على وظيفه على الرغم من أنني اسعى لكل وظيفه.
حتى لوكانت بسيطه من أجل فقط ان لا أشعر بتأنيب الضمير كوني لم أسع للحصول على وظيفه وأيضا حتى لا اشعر باني إنسانه مستهتره وفاشله ولا اسعى للحصول على رزقي كباقي الناس
ولكن شعوري من الداخل لا يرغب أبدا في الحصول على وظيفه فانا تعبت من تحمل المسؤوليات، ولا أريد الأرتباط بأي مسؤوليه في الوقت الحالي فانا مرتاحه على هذا الوضع وايضا أعاني من فراغ عاطفي كبير
وكلما أخوتي يسعون لي في وظيفه ويقولوا لي احتمال يتصلوا فيك أصحاب العمل كي ابدأ للدوام في الوظيفه الجديده اخاف مره ويتعكر مزاجي واحمد ربي اذا لم يتصلوا فيني على الرغم من انه لم يسبق لي ان توظفت
وفي نفس الوقت وضعت في اعتباري اني لن أرفض اي وظيفه تأتيني حتى لوكنت لا اريدها للاسباب التي ذكرتها في بدايه رسالتي ,على فكره فأنا فتاه جريئه واجتماعيه وشخصيه قياديه وذكيه ولدي العديد من المواهب وحريصه في اغلب الامور وعصبيه الى حد ما
واحس بافكار كثيره تدور في راسي وهموم تؤرقني ومن بينها ممارستي للعاده السريه منذ ثلاث سنوات فانا اعيش في صراع من اجل التخلص منها واعاني قليلا من الوسواس القهري في الطهاره والصلاه, فانامن عائله ميسوره الحال
بالاضافه الى ذلك فانا واسرتي لا نخرج من البيت الا للعمل اوالمستشفى او التسوق فقط.
وأجواء منزلنا مكهربه الى حد ما فنحن نغضب على أتفه الأشياء والترفيه في منزلنا مفقود فهم يعتبرون ذلك من الكماليات حتى لو كان هذا الترفيه بسيطا وغير مكلف كالرحلات البريه اوحضور حفلات الزواج
فانا اشعر بالكبت اتمني ان اسافر الى كل بلدفي العالم لوحدي واتعرف على اناس من عالم اخر واصحاب فكر مختلف, أرجوك ان تجيبني يادكتور فهل هذا شعور طبيعي؟
ام انني مختلفه عن باقي البشر؟ام اعاني من مشكله نفسيه؟ كما اني لا أعلم هل سيتغير هذا الشعور في المستقبل وانني سوف اشعر بالملل من المكوث في البيت طوال تلك السنوات ام لا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلا بك أختي صمت الروح..وشكرا لثقتك في الموقع .
يتضح لي من خلال سردك انك فتاه تملك مواهب وقدرات تساعدها على سد أي فراغ سواء عاطفي أو غيره وتستطيع أن تغير حياتها للأفضل.
عزيزتي لكي أوجز لك ما تفضلت به سأضع بعض الأمور في نقاط:
1_الوظيفة.أفكارك وحوارك لذاتك هما ما يصنع ذلك القلق حول الوظيفة,ضعي سلبيات وإيجابيات كونك موظفه في نقاط وناقشي كل سلبيه لوحدها بعد ما تحصرين السلبيات وتتم المناقشة.
قارني بين الايجابيات والسلبية ستجدي بإذن الله أن الوظيفة ستكفل لك بعد الله مايعالج ماتعانين منه.
سيسد الفراغ العاطفي وأيضا ستجدين متعة لوجود أشخاص متخلفين في محيط العمل.
وستكون لك علاقات اجتماعية وأيضا لن تجدي وقت لحضور حفلات أو غيره لأنك مكتفيه بعملك وكل ما تملكينه بعد عملك هو الرغبة في الراحة وقضاء الوقت بين اهلك في المنزل.
أيضا ستشعرين بتحقيق ذاتك، وتقومين بعمل جيد وتكسبي الرزق من خلاله وأيضا سيشعرك بتقدير ذاتك
2_العادة السرية.لدي وقفه يا أختي لهذه النقطة من ناحية نفسية وأيضا جسدية ومن ناحية دينية وهذا مايهمنا في حياتنا ولكل جانب آثاره:
الأدلة كثيرة التي تنهي عن العادة السرية منها قولة تعالى ((والذين هم لفروجهم حافظون , إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ,فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون)سورة المؤمنون من الآية 7 إلى 5.
ومن الأدلة قولة تعالى ((وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضلة)) سورة النور الاية 33.
ومن الأدلة أيضا قال رسول الله صلى الله علية وسلم::يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
أمر النبي صلى الله علية وسلم من لا يستطيع أن يتزوج بالصوم.
والآثار الجسدية سألخصها لك (الإنهاك والآلام والضعف,الشتات الذهني وضعف الذاكرة,استمرار ممارستها بعد الزواج ,شعور الندم والحسرة,تعطيل القدرات.....).
والآثار النفسية(القلق,التوتر,عدم الثقة بالنفس,فقدان الاهتمام بالحياة).
أختي: يجب عليك أن تقلعي عن هذا الفعل لأنه مغضب لربك ومقلق لنفسك ومضيعه لوقتك ومجهده لجسدك.
توجد خطوات أتمنى أن تبدأ في تطبيقها:
1_الوضوء المستمر كلما أحدثت توضئي
2_قراءه القرآن الكريم وخصوصا سورة البقرة لما لها أفضال كثيرة واجعليها وردك اليومي.
3_اجتهدي في تحسين أدائك للصلاة وأيضا النوافل أكثري منها
4_الدعــــــــــــــــــــــــــاء ليعينك الله في الإقلاع عنها
5_عدم اليأس والاستغفار واستمرار تقليلها تدريجيا إلى أن تفقد إلحاحها على مخك للاستجابة لها وتستطيعي كسر الحلقة للرغبة والاستجابة فمع كل رغبة وعدم الاستجابة لها ستتشكل حلقه جديدة وهي التي تساعدك في الإقلاع بإذن الله.
6_عدم الانجراف خلف أي فكرة يثيرها الشيطان في مخيلتك
7_إتباع هدي الرسول سلى الله عليه وسلم من ناحية النوم على وضؤ ,النوم مبكرا,النوم على الجهة اليمين,ذكر أذكار النوم.
حياتك هي خلاصة أفكارك ونظرتك لأشياء.
السعيد يرى كل شي سعيد ليس لأن كل ما حوله بضروري يبعث لسعادته لكنه خلق في كل أمر شي يسعده.
والتعيش يرى كل شي يبعث على التعاسة لأن نظرته لا تقع إلا على ما يتعسه فكوني كنحلة لا تقع إلا على الزهور وما يسعدها ويفيدها.
وللإجابة على تساؤلاتك في نهاية الاستشارة فأنت لست مختلفة ولكن أفكارك تحتاج إلى استبدال ايجابي.
ولست تعانين من مشكله نفسه وللإجابة على آخر سؤال هذا عائد لك أنت فقط هل ستقفين بجانب نفسك وتساعديها؟ أم سترددين الأفكار السلبية والتسويف لكل ما يحتاج تغيير.
هذا والله الموفق.
الكاتب: د. قاسم بن محمد الداود
المصدر: موقع المستشار